بلومبيرغ: أمام ترامب فرصة نادرة تجاه إيران

بلومبيرغ: أمام ترامب فرصة نادرة تجاه إيران

تعيش إيران  سلسلة من الأزمات الداخلية والإستراتيجية، جعلت البلاد أمام تحولات كبيرة مرتقبة، خاصة مع انتظار عودة الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض الشهر المقبل.

وأكد تقرير لـ”بلومبيرغ” أن أمام ترامب “فرصة نادرة” للضغط على النظام الإيراني لقبول نوع الاتفاق النووي الذي يريده، عوضًا عن خيار الحرب، لسحب البساط عن “الرادع الجديد” الذي تبحث عنه طهران بعد سقوط “محور المقاومة” ومشروعها في المنطقة.

وفي حين تغرق البلاد في أزمات اقتصادية واجتماعية، وصل التصعيد بين إيران من جهة، و

ويقول شامبيون إن “92٪ من الشباب الإيرانيين يعتقدون أن البلاد تتجه، بلا رجعة، في الاتجاه الخاطئ، بحسب نتائج المرحلة الرابعة من المسح الوطني لمواقف الإيرانيين الذي أجرته الحكومة”.

ويشير إلى أن هذا الاستطلاع شمل 16 ألف شخص، وأجري في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2023، بعد شهر من اندلاع الحرب في غزة، وقبل دخول إيران في حرب مباشرة مع إسرائيل، وتدمير أصول لحلفاء طهران في المنطقة، أنفقت عليها إيران نحو 200 مليار دولار، وفق مقال شامبيون في “بلومبيرغ”.

ويتابع شامبيون: “إيران القادرة على الإنفاق على التكنولوجيا النووية، لا تستطيع استغلال ثاني أكبر احتياطيات من الغاز الطبيعي في العالم بما يكفي لإبقاء الناس دافئين في الشتاء”، في إشارة لانقطاع التيار الكهربائي عن بعض المدن الإيرانية، ومطالبة الإيرانيين بالتوقف عن استخدام المدفئة لترشيد الكهرباء.

فرصة لمنعها من السلاح النووي

ويشير الكاتب إلى الغضب العارم على مقترح قانون لتشديد قواعد اللباس؛ ما دفع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لسحب مشروع القانون لإعادة النظر فيه يوم الاثنين.

ويقول إن “كل هذا يشير إلى أن النظام الإيراني يواجه مشاكل عميقة في الداخل والخارج، الأمر الذي يخلق فرصة للولايات المتحدة وإسرائيل وغيرهما لمنعه من امتلاك ترسانة نووية”، لكن عبر مسار مختلف عن توجيه ضربة عسكرية.

أمريكا وإسرائيل من جهة أخرى، إلى مستوى غير مسبوق، بعد تبادل الضربات والقصف، وارتفاع وتيرة التهديدات على خلفية مضي طهران بخطى متسارعة نحو برنامج نووي عسكري.

ويرى الكاتب مارك شامبيون في مقال نشرته “بلومبيرغ” أن انهيار سياسة “الدفاع الأمامي” التي تبنتها طهران، ترك البلاد عُرضة للخطر والبحث عن رادع جديد، مشيرًا في الوقت ذاته إلى “فرصة نادرة” لخطوة أخيرة قبل اللجوء لضرب إيران.

ويضيف أن “إيران لم تكن أقرب إلى امتلاك اليورانيوم المخصب الذي تحتاجه لتحقيق الاختراق النووي، إلا في هذا الوقت، تحديدا بعد التدهور الشديد الذي أحدثته إسرائيل في محور المقاومة”.

مسارات التحرك ضد إيران

وحول مسارات التعامل مع التهديد النووي الإيراني، يقول الكاتب إن “قصف البرنامج النووي الإيراني ومحوه من الوجود خيار وارد، لكنه صعب، لأن أهم سلاسل التخصيب مدفونة تحت الجبال”.

ويضيف “رغم أن إسرائيل دمّرت جزءًا كبيرًا من نظام الدفاع الجوي الإيراني، فإن النجاح الكامل لإزالة التهديد النووي لايزال غير مرجح، وستظل أهم أصول الترسانة النووية الإيرانية، والخبرة الفنية والتجربة المطلوبة لإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، باقية”.

ويشير إلى أن ذلك قد يدفع النظام نحو المضي قدمًا في برنامج نووي عسكري دون قيود، ودون ضوابط.

ويقول شامبيون: “رغم أن قدرة إيران على الرد عبر أذرعها في الدائرة القريبة من إسرائيل تقلصت، فإنها لم تختف تمامًا، إذ يحتفظ كل من حزب الله وإيران بقدرات بالستية وغيرها من القدرات الصاروخية التي يمكن أن تسبب أضرارًا جسيمة في إسرائيل”.

قبول الاتفاق الذي يريده ترامب

وينقل الكاتب عن المحلل البارز في شؤون إيران الذي يعمل لدى مجموعة الأزمات الدولية بواشنطن، نيسان رافاتي، قوله إن “الظروف الحالية المتمثلة بضعف إيران، هي أفضل فرصة للضغط على نظامها لقبول نوع الاتفاق النووي الذي يريده ترامب“.

ويشير إلى أن إيران تواجه أيضًا غضب “الترويكا الأوروبية”، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، بسبب الدعم العسكري لروسيا في أوكرانيا؛ ما يهدد بتعرض طهران لعقوبات جديدة قاسية، ما سيجعلها أكثر تقبلًا للتنازل، والوصول لاتفاق جديد.

فرصة “نادرة”

ويخلص شامبيون إلى أن أفضل سؤال يمكن لمستشاري ترامب أن يطرحوه على أنفسهم، هو: كيف يتفاعل المواطنون الإيرانيون العاديون مع تعرضهم للقصف؟

واعتبر أن ذلك قد يزيد من الالتفاف حول النظام بدلًا من إضعافه.

ويشير شامبيون إلى أن حالة الطوارئ الأمنية الناجمة عن الضربات الجوية الكبرى ستسمح للدولة بتبرير المزيد من الإجراءات الصارمة، وتصوير أي تفضيل للتعاون مع الغرب على أنه ليس فقط مناهضًا للنظام، بل ومناهض لإيران أيضًا.

ويقول إن “حملة الضغط القصوى التي شنها ترامب كانت تهدف لحمل إيران على الموافقة على القيود النووية طويلة الأمد، بالإضافة إلى سياسات خارجية أقل عدوانية، وسوف يتمتع بعوامل دفع غير مسبوقة للوصول لمثل هذه الصفقة بمجرد عودته إلى منصبه”.

ويختم شامبيون مقاله بالقول إنه “على النقيض من ذلك، لا ينبغي التفكير في قصف المواقع النووية الإيرانية إلا عندما تفشل كل الحلول الأخرى، لأنه ستكون التكاليف باهظة، والنجاح صعب المنال، والعواقب غير متوقعة”، وفق تقديره.

تابعونا عبر تليغرام
Ad 6
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com