500 عملية خلال عام.. داعش يؤكد حضوره في سوريا رغم إعلان هزيمته
مع اقتراب العام 2024 من نهايته، يواصل تنظيم داعش تأكيد قوته وتواجده الفعلي في الأراضي السورية، على الرغم من إعلان التحالف الدولي هزيمته في مارس/آذار 2019.
وبحسب تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان، يبرهن التنظيم على حضوره عبر سلسلة من العمليات التصعيدية في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية والبادية السورية.
عمليات التنظيم التي وصلها عددها في المناطق السورية المختلفة قرابة 500 عملية خلال هذا العام، تهدف إلى إثارة الفوضى وإرسال رسالة واضحة مفادها أن التنظيم لا يزال موجوداً وسيظل يشكل تهديداً.
في المقابل، تستمر قوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع التحالف الدولي في شن حملات أمنية مضادة، إلى جانب العمليات العسكرية المحدودة التي تنفذها قوات النظام والطائرات الروسية. ومع ذلك، فإن هذه الجهود لم تحقق النجاح المطلوب في القضاء على نشاط التنظيم.
التصعيد في البادية السورية
التنظيم لا يزال ينتشر على نحو 4000 كيلومتر مربع في البادية السورية، ممتداً من جبل أبو رجمين في شمال شرق تدمر إلى بادية دير الزور وبادية السخنة وشمال السويداء.
العمليات المكثفة التي نفذها التنظيم خلال العام 2024 تجاوزت 227 عملية، أسفرت عن مقتل 646 شخصاً، بينهم 78 مدنياً و568 عسكرياً من قوات النظام والميليشيات الموالية لها.
تركزت العمليات في مناطق مثل مثلث حلب-حماة-الرقة وبادية حمص الشرقية وبادية دير الزور، حيث قابلتها حملات أمنية متكررة من النظام والطائرات الروسية. لكن رغم ذلك، فقد أظهرت الأرقام زيادة كبيرة في التصعيد مقارنة بعام 2023.
نشاط متزايد في مناطق “قسد”
في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، نفذ التنظيم 165 عملية خلال العام 2024، استهدفت عبرها مدنيين وعناصر عسكرية بطرق مختلفة مثل التفجيرات والاغتيالات. حصيلة هذه العمليات بلغت 120 قتيلاً، بينهم 30 مدنياً و77 من عناصر “قسد” وقوى الأمن الداخلي.
على الرغم من حملات أمنية دورية قامت بها قوات “قسد” والتحالف الدولي، إلا أن التنظيم استمر في استغلال الثغرات الأمنية لتوسيع نطاق عملياته.
كما كثّف التنظيم من ضغوطه الاقتصادية بفرض الإتاوات على التجار ومستثمري النفط تحت مسمى “زكاة السلطانية”، حيث بلغت حصيلتها نحو 616 ألف دولار خلال العام.
التنظيم يخسر 117 من عناصره
رغم نشاطه المتزايد، خسر التنظيم 117 من عناصره وقياداته خلال العام جراء استهدافات جوية وبرية من قبل روسيا، النظام، وقوات “قسد”.
ورغم ذلك، لا تزال قوته الفعلية وقدرته على شن الهجمات قائمة، مما يطرح تحديات مستمرة أمام القوى المحلية والدولية.
بعد مرور نحو 69 شهراً على إعلان القضاء على التنظيم كقوة مسيطرة، لا يزال مصير آلاف المختطفين مجهولاً، بمن فيهم شخصيات بارزة مثل الأب باولو دالوليو والمطرانين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي.
الغموض حول هذا الملف يثير قلقاً كبيراً ويؤكد تقاعس المجتمع الدولي عن إيجاد حلول لهذه القضية الإنسانية.