في 2025 جيل بيتا قادم، والأنثروبولوجيا الرقمية تحذر من “حياة لا تشبه البشر”
قد يكون من السابق لأوانه تحديد خصائص أعضاء جيل بيتا، إلا أن فهم تركيبة من سينجبونهم يمكن أن يقدم أفكارا مثيرة عما قد تكون عليه تلك النسخة الجديدة من البشرية، مبدئيا فإن براعم جيل بيتا الأولى هم نسل من يعرفون ب”المواطنين الرقميين”، وهو مواليد نهايات جيل الألفية وطلائع الجيل زد (جيل ما بعد الألفية)، الذين امتلكوا مفاهيم وقيم مغايرة بتغير زمنهم.
فقد نشأت تلك الأجيال مع ظهور الشبكات الاجتماعية التي مر على امتلاكنا لها أكثر من عقدين من الزمن، وعلى وقع ثقافة تواصل أسهل وأسرع بفضل العولمة الإلكترونية، ومع زيادة الانفتاح على قضايا الصحة العقلية، وقضايا البيئة وإشكاليات الأمراض المزمنة على سبيل المثال، وعلى أنماط تسوق عصرية وسط زحمة حياة مليئة بالتفاصيل، وعلى آليات عمل ودراسة أكثر مرونة بفضل التقنيات المتوفرة.
وفي ظل ريادتهم رقميا باعتبارهم الآباء والأمهات الأكثر دراية حتى الآن بالتكنولوجيا، فمن المرجح أن يشكلوا طريقة تفاعلات جيل بيتا وسيكولوجيته، إذ يحرص هؤلاء على التجويد الرقمي، ويتقدمون بثبات نحو تشكيل جيل مختلف في بيئة معززة رقميا، مع الابتعاد عن الكثير من الكلاسيكيات لاسيما على مستوى الأسرة، إذ يتجهون لإدارتها على طريقة إدارة الشركات بفضل ما تقدمه التكنولوجيا الحديثة من طرق لا حصر لها لتنظيم حياتنا، كما تشير التوقعات إلى أنه بحلول منتصف ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، سيشكل جيل بيتا 16 في المئة من سكان العالم.