وقالت مهندسة الطب الحيوي دانا كيرنز، من جامعة تافتس في الولايات المتحدة الأمريكية: “لقد فكرنا، ماذا سيحدث إذا أخضعنا نموذج أنسجة المخ لاضطراب جسدي، شيء أشبه بارتجاج في المخ؟”.
وأضافت: “هل يستيقظ فيروس الهربس البسيط 1، ويبدأ عملية التنكس العصبي؟ يبدو أن الإجابة هي نعم، في حين أن هذه الأدمغة الصغيرة ليست تمثيلاً مثالياً للدماغ الحقيقي، إلا أنها نماذج جيدة لكيفية تفاعل أنسجة المخ عند التعرض لضربات خفيفة متكررة على الرأس”.
بعد أسبوع من إصابة النموذج، لاحظ الباحثون تكوين كتل وتشابكات من البروتينات في أنسجة المخ، وهي السمة المميزة للأمراض العصبية التنكسية مثل ألزهايمر.
وأظهرت بعض خلايا المخ أيضًا تلفًا يتماشى مع الالتهاب العصبي، وكانت هناك زيادات كبيرة في الخلايا المناعية المؤدية إلى الالتهابات.
ووجدت دراسات حديثة أخرى، أن الفيروسات قد تلعب دورًا فريدًا، إذ يعد فيروس الـ”هربس” البسيط من النوع 1 عامل خطر رئيسيا للتنكس العصبي، ما قد يضاعف من فرص الإصابة بالخرف، حسبما ذكرت مجلة ” ساينس اليرت “العلمية.
ولمزيد من التحقيق فيما إذا كانت إصابة الدماغ يمكن أن تعيد تنشيط عدوى فيروس الـ”هربس” البسيط من النوع 1، لجأ الباحثون في جامعة تافتس وجامعة أوكسفورد، إلى شرائح دماغية معزولة (أدمغة متناهية الصغر).
واستجابة للإصابة الجسدية، أفرز المصابون بفيروس الـ”هربس” البسيط من النوع 1 الكامن، كمية أقل بكثير من الناقل العصبي المثير، الـ”غلوتامات”.
واظهرت الأدمغة متناهية الصغر، التي تم إطالة عمرها لمدة 8 أسابيع، تحسنًا بعد الإصابة مقارنة بتلك التي تم إطالة عمرها لمدة 4 أسابيع، ما يشير إلى أن صدمة الرأس قد يكون لها تأثيرات أعمق على الأدمغة الصغيرة النامية.
وخلص الفريق إلى أن “نتائجنا تظهر أن إصابة الدماغ الرضحية تسبب إعادة تنشيط فيروس الهربس البسيط من النوع 1 الكامن في نموذج الدماغ ثلاثي الأبعاد الخاص بنا… وإذا تكررت الإصابة، فإن الضرر يكون أكبر بكثير مما يحدث بعد ضربة واحدة”.