لماذا يصر ترامب على لقاء بوتين “في أسرع وقت”؟

لماذا يصر ترامب على لقاء بوتين “في أسرع وقت”؟

أرجع خبراء في العلاقات الدولية، إصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عقد لقاء يجمعه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في أسرع وقت، للرغبة في العمل على نقاط تتعلق بإعادة صياغة المنظومة الدولية عسكريا واستراتيجيا، وفي صدارة ذلك، التوصل إلى تسوية لإنهاء الحرب الأوكرانية.

وكان ترامب قال مؤخرا، إنه يعتزم لقاء بوتين، وعلى الرغم من عدم تحديده موعدا للاجتماع معه، إلا أنه أشار إلى أنه سيكون قادرا على التحدث مع نظيره الروسي “قريبا جدا”.

التفرغ للصين

ويرى أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور خالد شيات، أن الإصرار والعمل من جانب الرئيس الأمريكي الجديد على لقاء يجمعه بنظيره الروسي بوتين في أقرب وقت، يرتبط بخلفية تحكم ترامب الذي هو في الأساس رجل أعمال، يستند في سياسته على “الأخذ والعطاء” في كل المجالات، ويؤمن أن هناك أشياء يمكن التفاوض عليها في ظل رؤيته بأن استمرار قوة أمريكا تكمن في سيطرتها على الاقتصاد العالمي.

وأوضح شيات في تصريح لـ”إرم نيوز”، أن ترامب يرى أن روسيا منظومة لديها توجهات جيوسياسية في محيطها، ويمكن له كرئيس أمريكي أن يضحّي بجزء من أوكرانيا أو بمنظومة سياسية حاكمة في كييف، إذا كان ذلك سيؤدي إلى تسوية عسكرية وإنهاء هذه الحرب التي لها تكاليف باهظة عدة على مسارات ومصالح تجارية واقتصادية عالمية تهم ترامب، وترتبط بتنفيذ خطته الانتخابية في ولايته الجديدة.

ترتيب المعادلة الدولية

وتابع شيات أن ترامب يتمسك بأن العدو الرئيس للولايات المتحدة هو الصين التي يتوجّس منها في ظل توسّعها بدرجة عالية على المستويات الاقتصادية والاستراتيجية والتجارية، ويمكنها تجاوز أمريكا على مستوى الابتكار العلمي والتكنولوجي، وهو ما يراه الرئيس الجديد تهديدا ضخما لبلاده.

وأشار إلى أن من ضمن نقاط عمل ترامب في إتمام لقاء مع بوتين ما يستهدفه أيضا من إعادة ترتيب المعادلة الدولية، التي تتعلق بشكل كبير بعدم تقارب روسيا والصين من جهة، ومن جهة أخرى ألا تبدد واشنطن قوتها في مواجهات تجعل الساحة الدولية أكثر سلاسة للصين التي أتقنت خط سيرها بدرجة كبيرة.

وأضاف شيات أن ترامب لديه تصورات وخطط يريد أن ينطلق فيها مباشرة، حتى يحقق خلال الـ4 سنوات المقبلة خططه الخاصة بتعطيل طموحات الصين وأيضا مواجهة نهجها التوسعي الذي يتحقق على حساب الولايات المتحدة.

السيطرة على المنظومة العالمية للطاقة

فيما يقول الباحث في الشؤون الأمريكية، أحمد سعيد، إن هناك عدة اعتبارات تجعل ترامب يسرّع لقاءه مع بوتين، ليس فقط ما يتعلق بتسوية الأزمة الروسية الاوكرانية وإنهاء الحرب هناك لإيقاف استنزاف أمريكا ماديا، ولكن أيضا بحث العديد من السبل الأخرى المرتبطة بالنفوذ الروسي في أوروبا، والذي لا يريد ترامب أن يترك الباب على مصراعيه لموسكو هناك.

وأكد سعيد في تصريح لـ”إرم نيوز”، أنه ليس معنى أن ترامب يريد إنهاء الحرب حتى لو كان ذلك يحمل جزءا كبيرا منه لصالح موسكو، أنه سيترك هذه الساحة ويعطي ظهره لها، ولكن ما يتم العمل عليه بحث التنسيق للوصول إلى فرص استفادة للولايات المتحدة وروسيا أيضا.

وذكر سعيد أن ترامب يسعى ضمن إنهاء الحرب الأوكرانية مع بوتين، لوضع نقاط لا تسمح لروسيا بفتح نفوذ أو مجال غير محكم في أوروبا، أو التوجه نحو توسع إلى مناطق هيمنة أخرى سياسيا أو اقتصاديا واستراتيجيا في شرق وشمال أوروبا تستهدفها موسكو.

وبيّن سعيد أن من أهم النقاط التي يريد أن يقف عليها ترامب مع بوتين، مستقبل الطاقة عالميا وإنتاج النفط والغاز، والعمل على إعادة صياغة هذه المنظومة أيضا، في وقت يرى فيه ترامب أن أحد أركان استقرار ولايته وتحقيق المكاسب الاقتصادية والصناعية التي جاءت في برنامجه الانتخابي ما يتعلق بخفض أسعار النفط داخل الولايات المتحدة، الأمر المرتبط بالمنظومة العالمية للطاقة والتي يريد الوقوف عليها بإجراء توافق مع عدة دول في صدارتها روسيا.

تابعونا عبر تليغرام
Ad 6
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com