ذكاء اصطناعي صيني يهز عالم التكنولوجيا
تم تطوير نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد DeepSeek R1 بوساطة شركة ناشئة ولدت قبل عام واحد فقط وتمكنت بطريقة ما من تحقيق اختراق كبير هز عالم التكنولوجيا.
ويمكن لـR1 أن يضاهي تقريبًا قدرات منافسيه الأكثر شهرة، بما في ذلك GPT-4 من OpenAI وLlama من ميتا وGemini من غوغل، ولكن مقابل جزء بسيط من التكلفة.
اهتمام كبير
قالت شركة DeepSeek إنها أنفقت 5.6 مليون دولار فقط لتشغيل نموذج الذكاء الاصطناعي الأساسي الخاص بها، مقارنة بمئات الملايين، إن لم يكن المليارات، التي تنفقها الشركات الأمريكية على تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
وهذا أكثر إثارة للصدمة عند النظر إلى أن الولايات المتحدة عملت لسنوات على تقييد توريد شرائح الذكاء الاصطناعي عالية الطاقة إلى الصين، مستشهدة بمخاوف الأمن القومي. وهذا يعني أن DeepSeek كانت قادرة على تحقيق نموذجها منخفض التكلفة على شرائح الذكاء الاصطناعي ذات الطاقة المنخفضة نسبيًا.
يذكر أنه مثل غيرها من الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، أطلقت DeepSeek نماذج الذكاء الاصطناعي بتنافسية مختلفة على مدار العام الماضي والتي استحوذت على بعض اهتمام الصناعة. لكن R1 الذي تم إطلاقه الأسبوع الماضي، حظي باهتمام كبير بسبب تكلفة تشغيله المنخفضة وبكونه مفتوح المصدر، ما يعني أن الشركات الأخرى يمكنها اختبار النموذج والبناء عليه لتحسينه.
استثمارات هائلة
الذكاء الاصطناعي هو تقنية متعطشة للطاقة ومكلفة للغاية، لدرجة أن أقوى قادة التكنولوجيا في أمريكا يشترون شركات الطاقة النووية لتوفير الكهرباء اللازمة لنماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم.
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت شركة ميتا أنها ستنفق ما يزيد عن 65 مليار دولار هذا العام على تطوير الذكاء الاصطناعي.
وفي العام الماضي، قال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، إن صناعة الذكاء الاصطناعي ستحتاج إلى تريليونات الدولارات من الاستثمارات لدعم تطوير الرقائق عالية الطلب اللازمة لتشغيل مراكز البيانات المتعطشة للكهرباء والتي تدير النماذج المعقدة للقطاع.
لذا فإن فكرة إمكانية تحقيق قدرات مماثلة لأقوى نماذج الذكاء الاصطناعي الأمريكية مقابل جزء صغير جدًا من التكلفة، وعلى رقائق أقل قدرة، تمثل تغييرًا كبيرًا في فهم الصناعة لمقدار الاستثمار المطلوب في الذكاء الاصطناعي. فإذا كان من الممكن تحقيق هذه القوة التي قد تغير العالم بتكلفة مخفضة بشكل كبير، فإنها تفتح إمكانيات جديدة للعالم.
هبوط الأسهم
اعتقدت الولايات المتحدة أنه يمكنها الهيمنة على تقنية رئيسية تعتقد أنها ستساعد في تعزيز أمنها القومي. وقبل أسبوع واحد فقط من ترك منصبه، ضاعف الرئيس السابق جو بايدن القيود المفروضة على تصدير رقائق الكمبيوتر التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لمنع المنافسين مثل الصين من الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة.
لكن DeepSeek نقضت هذه الفكرة، وهددت هالة الحصانة المحيطة بصناعة التكنولوجيا الأمريكية. وأثار هذا التطور انزعاج “وول ستريت”. فقد انخفضت أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة مثل “إنفيديا”و”أبل” و”ميتا” و”ألفابت أوراكل” والعديد من عمالقة التكنولوجيا الآخرين بشكل حاد.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه على الرغم من أن توفير التكاليف قد يكون مهمًا، فإن نموذج R1 هو المنافس لـ ChatGPT لم يثبت بعد أنه يمكنه التعامل مع بعض قدرات الذكاء الاصطناعي الطموحة للغاية، التي في الوقت الحالي لا تزال تتطلب استثمارات هائلة في البنية التحتية.