النجباء: نرفض تقزيم المجاهدين وسلاحنا عقائدي يرتبط بمرجعيات دينية
أكد قياديون في الفصائل العراقية أن الانخراط في القوات الأمنية الحكومية مستحيل، لأن “سلاحنا عقائدي ويرتبط بمرجعيات دينية”، مشيرين إلى أن الحوارات المتواصلة مع الحكومة هي مجرد “تفاهمات أمنية”.
مغريات للاندماج في العملية السياسية
وقال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية النائب علي البنداوي إن الحكومة تخوض مساعي لإقناع قادة الفصائل بالاندماج في العملية السياسية، لافتاً إلى أن “أغلب فصائل الحشد الشعبي لم تكن في وقت سابق مشتركة في العمل السياسي، لكن مع مرور الوقت أدرك قادة تلك الفصائل أن هناك ضرورة لأن يكون هناك جناح سياسي، لأن العملية السياسية في العراق سلسة ومتاحة للجميع”.
وأضاف البنداوي أن رئيس الحكومة ينتظر تجاوباً من قادة الفصائل مع مقترح الاندماج في العملية السياسية، وترك الجناح العسكري، مؤكداً أن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني يواصل الحوار مع قادة تلك الفصائل، عبر شخصيات سياسية فاعلة.
وأشار البنداوي (القيادي في تيار الحكمة الذي يتزعمه عمار الحكيم) إلى أن رئيس الحكومة “يقود حراكاً قوياً لإخراج القوات الأجنبية من العراق، وهذا يحتاج إلى استيعاب الفصائل في العملية السياسية”.
“النجباء”: نرفض تقزيم المجاهدين
ورداً على مقترح البنداوي، أكد عضو المكتب السياسي في “حركة النجباء” مهدي الكعبي، أن وجود الفصائل الإسلامية في العراق مرتبط بـ”الاحتلال الأميركي”، رافضاً “تقزيم المجاهدين المدافعين عن العراق وعن أمنه” عبر خطة دمج، أو مغريات حكومية.
وقال الكعبي لـ”النهار”، إن الحركة لديها “قنوات تواصل طيّبة مع الحكومة العراقية، ومع قوى الإطار التنسيقي، وهناك تفاهمات”، لكنه نفى أن يكون رئيس الحكومة طلب منها تسليم سلاحها أو دمجها ضمن القوات الحكومية، معتبراً ذلك مجرد “إعلام أميركي مغرض، بأدوات داخلية، تحاول إرباك الشارع والمشهد العراقي”.
وربط الكعبي إلقاء السلاح بإنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق.
وأكد أن السوداني لم يطلب من المرشد الإيراني السيد علي خامنئي المساعدة في حلّ الفصائل أو دمجها في القوات النظامية، بل هناك مجرد “تفاهمات أمنية بين البلدين، على أثر الحالة السورية الجديدة وما يرتبط بأمن العراق وإيران”.
وأكد نائب الأمين العام لـ”حركة الأوفياء” الشيخ طاهر العبادي، ما ذهب إليه الكعبي من أن “المقاومة لن تلقي سلاحها، ولن يكون هناك انخراط في القوات الأمنية، لأن قواتنا تحمل بعداً عقائدياً، وترتبط بمرجعيات دينية وتعمل بتكليف شرعي، وهذا يحرج الدولة”.
وقال العبادي لـ”النهار”، إن “وجودنا مرتبط بضرورة حتمية. كما أننا نشتغل على الجانب التوعوي والتربوي والعقائدي في أوساط مجتمعية، ولا تكتفي بلباس العسكر”.
ويفضّل العبادي أن تبقى الفصائل “عوناً وسنداً للقوات الأمنية الحكومية في الدفاع عن العراق ومقدّساته. نحن نشكل خليطاً من المجتمع المدني. وبعضنا موظفون في دوائر الدولة”.
“فاطميون” و”زينبيون”
وكانت أوساط سياسية وأمنية قد تداولت معلومات عن انسحاب لواء “فاطميون” (الأفغاني) ولواء “زينبيون” (الباكستاني) اللذين كانا يقاتلان إلى جانب النظام السوري السابق، باتجاه العراق في وقت سابق. لكن عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية مختار الموسوي نفى صحّة تلك المعلومات، مؤكداً لـ”النهار” أن “الحدود مؤمّنة، ولا إمكانية لحصول ذلك”.