التحديات التي تواجه النساء بعد تجربة السجن: بين الوصمة المجتمعية والحاجة إلى التأهيل
لا تنتهي معاناة المرأة التي مرَّت بتجربة الحبس أو التوقيف عند حدود الزنزانة، بل تمتد إلى ما بعدها، حيث تواجه وصمة اجتماعية تُلاحقها حتى بعد إثبات براءتها. قصة “أمل” تجسد هذه المأساة، إذ لم تكن تجربة السجن مجرد مرحلة مؤقتة، بل تحولت إلى عبء ثقيل منعها من استعادة حياتها بشكل طبيعي.
تعاني النساء المحرَّرات من السجون من رفض مجتمعي لا يقتصر على نظرات الريبة، بل يصل إلى العزلة الاجتماعية والتأثيرات النفسية العميقة، مثل الاكتئاب وانعدام الثقة بالنفس. على النقيض، يُعامل الرجال الذين مروا بتجارب مشابهة بقدر أقل من القسوة، ما يعكس ازدواجية النظرة المجتمعية تجاه النساء في هذا السياق.
الحاجة إلى برامج تأهيلية ودعم نفسي
تشدد الناشطة الحقوقية انتصار الميّالي على ضرورة تغيير هذه النظرة المجتمعية المتجذرة، مؤكدة أن إعادة دمج النساء المحررات في المجتمع تتطلب برامج تأهيل شاملة تشمل الدعم النفسي والاجتماعي، إلى جانب تعديل التشريعات القانونية لضمان اندماجهن دون وصمة.
من جانبه، يُحذر المستشار الوطني للصحة النفسية من الأثر العميق الذي تتركه تجربة السجن على نفسية المرأة، مؤكدًا أهمية توفير العلاج النفسي والدعم الأسري كجزء أساسي من مرحلة التعافي. ويرى أن توعية المجتمع تلعب دورًا محوريًا في إزالة الصور النمطية، ومنح هؤلاء النساء فرصة حقيقية لبداية جديدة.
معاناة ما بعد الإفراج: بين التهميش وصعوبة الاندماج
لا تزال الكثير من النساء المفرج عنهنَّ يواجهن تحديات كبيرة، من بينها صعوبة العثور على عمل أو تأمين حياة مستقرة، في ظل غياب الدعم المؤسسي والمجتمعي الكافي. هذه العوائق تجعل إعادة الاندماج في المجتمع شبه مستحيلة، مما يزيد من مخاطر العزلة والإقصاء.
إعادة النظر في آليات التأهيل والدعم ليست مجرد قضية حقوقية، بل ضرورة اجتماعية لضمان العدالة وتحقيق اندماج حقيقي للنساء بعد تجربة السجن، بعيدًا عن الأحكام المسبقة والتمييز المجتمعي.