دراسة: الإنفاق الدفاعي الروسي يتجاوز نظيره في أوروبا

أفادت دراسة حديثة بأن الإنفاق الدفاعي الروسي تجاوز إجمالي الإنفاق الدفاعي لجميع الدول الأوروبية مجتمعة، بما في ذلك المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي. وفقًا لمعهد الدراسات الاستراتيجية الدولية (IISS)، ارتفع الإنفاق الدفاعي الروسي بنسبة 42% في العام الماضي، ليصل إلى 13.1 تريليون روبل (ما يعادل 462 مليار دولار عند تعادل القوة الشرائية). في المقابل، بلغ إجمالي الإنفاق الدفاعي الأوروبي حوالي 457 مليار دولار.
يُعزى هذا الارتفاع الكبير في الإنفاق الروسي إلى الحرب المستمرة في أوكرانيا، حيث تكبدت روسيا خسائر فادحة في المعدات العسكرية والأفراد. على الرغم من هذه الخسائر، تمكنت روسيا من الحفاظ على اقتصادها، مدعومةً بعلاقاتها مع دول مثل كوريا الشمالية وإيران.
في الوقت نفسه، زادت الدول الأوروبية من ميزانياتها الدفاعية. على سبيل المثال، رفعت ألمانيا إنفاقها الدفاعي بنسبة 23%، بينما التزمت كل من فرنسا والمملكة المتحدة بزيادة ميزانياتهما الدفاعية. تُعد إستونيا وبولندا من بين الدول الأوروبية التي تخصص أعلى نسبة من ناتجها المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي، رغم أن المبالغ المطلقة أقل مقارنةً بالدول الكبرى.
تُبرز هذه التطورات التحديات الإستراتيجية التي تواجهها أوروبا، خاصةً في ظل احتمالية تقليص الدعم الأمريكي. كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد انتقد سابقًا الإنفاق الأمريكي على أمن أوروبا، داعيًا الدول الأوروبية إلى زيادة إنفاقها الدفاعي. وأشار إلى أنه إذا رفعت الدول الأوروبية إنفاقها الدفاعي إلى 5% من ناتجها المحلي الإجمالي، فسيتجاوز ذلك بكثير الإنفاق الروسي.
بالإضافة إلى ذلك، شهدت الصين زيادة كبيرة في إنفاقها العسكري، مع التركيز على تحديث قواتها المسلحة والقضاء على الفساد داخلها.
تُظهر هذه الاتجاهات العالمية في الإنفاق الدفاعي التحولات الجيوسياسية المستمرة، مع سعي الدول الكبرى إلى تعزيز قدراتها العسكرية في ظل التحديات الأمنية المتزايدة.