عائلة الزوجين البريطانيين المحتجزين في إيران: يجب أن يعودا إلى الوطن

أعلنت الحكومة البريطانية، يوم السبت 27 بهمن، هوية المواطنين البريطانيين المحتجزين في إيران، وهما كريغ وليندزي فورمان، اللذان يُحتجزان حاليًا في مدينة كرمان. وأعربت عائلتهما، في بيان رسمي، عن قلقها العميق إزاء اعتقالهما، مؤكدةً أنها ستبذل قصارى جهدها لضمان الإفراج عنهما وعودتهما الآمنة إلى الوطن.
اتهامات أمنية غير واضحة
ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن الزوجين يواجهان “اتهامات أمنية غير محددة”، لكن التقارير تشير إلى أنهما كانا في رحلة حول العالم على دراجتيهما الناريتين عند اعتقالهما في إيران خلال شهر يناير. وفقًا لـ “بي بي سي”، لم يتم الكشف عن الظروف الدقيقة للاعتقال أو أسبابه.
وفي الوقت الذي حذرت فيه الحكومة البريطانية من المخاطر التي قد يتعرض لها مواطنوها أثناء احتجازهم في إيران، نشرت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) صورًا مشوشة للقاء بين الزوجين وسفير بريطانيا في طهران، لكنها لم تقدم تفاصيل إضافية حول التهم الموجهة إليهما أو موعد اعتقالهما.
موقف العائلة: “متحدون من أجل عودتهما”
في بيان صادر عن وزارة الخارجية البريطانية نيابة عن العائلة، عبّر أقارب الزوجين عن قلقهم العميق قائلين: “هذا الحدث غير المتوقع سبب لنا قلقًا شديدًا، ونركز بالكامل على ضمان سلامتهما في هذه الفترة الصعبة”. كما أكدوا أنهم يعملون بشكل وثيق مع الحكومة البريطانية والجهات المعنية لتأمين الإفراج عنهما.
وقد أعربت العائلة عن امتنانها للدعم الكبير الذي تلقته من الأصدقاء والمجتمع، مشيرةً إلى أن هذا الدعم يمنحها قوة إضافية لمواصلة جهودها في هذه القضية.
تحركات الحكومة البريطانية والمخاوف من استخدام المعتقلين كأوراق ضغط
أكدت وزارة الخارجية البريطانية أنها توفر الدعم القنصلي للزوجين وتواصل اتصالاتها مع السلطات الإيرانية لمعرفة المزيد عن قضيتهما. وحذرت الحكومة البريطانية مرارًا مواطنيها من خطر الاعتقال في إيران، مشيرةً إلى أن السفر إلى هناك ينطوي على مخاطر كبيرة، بما في ذلك الاعتقال والاحتجاز غير المحدد المدة.
يُذكر أن إيران اعتقلت في السنوات الأخيرة عددًا من المواطنين الأجانب ومزدوجي الجنسية بتهم أمنية، وغالبًا ما تتهم باستخدامهم كأوراق ضغط في المفاوضات مع الدول الغربية، وهو ما تنفيه الحكومة الإيرانية، مؤكدةً أن جميع الاعتقالات تستند إلى قضايا أمنية حقيقية.
هل سيتم تبادل السجناء؟
سبق أن شهدت العلاقات الإيرانية-البريطانية حالات تبادل أسرى، حيث تم الإفراج عن بعض السجناء مقابل تنازلات دبلوماسية أو مالية. ومع ذلك، لم تعلن السلطات الإيرانية حتى الآن ما إذا كان الزوجان سيواجهان المحاكمة، أو ما إذا كانت هناك مفاوضات تجري خلف الكواليس للإفراج عنهما.
في ظل هذا الوضع غير الواضح، تأمل عائلتهما في أن تسفر الجهود الدبلوماسية عن إطلاق سراحهما قريبًا، لكن بالنظر إلى سوابق اعتقالات مماثلة في إيران، قد يستغرق الأمر وقتًا أطول مما تتمنى العائلة.