ترامب والشرق الأوسط.. عندما تصطدم الشعارات بالواقع

يستعرض مقال نشرته مجلة “في ذا ناشونال إنترست” كيف اصطدمت رؤية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للسياسة الخارجية بالواقع المعقد في الشرق الأوسط، حيث تبنّى نهجًا غير تقليدي قائمًا على مبدأ “أمريكا أولًا”، لكنه غالبًا ما أدى إلى نتائج غير متوقعة.
رؤية ترامب وأهدافه في الشرق الأوسط
كان ترامب يسعى إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية في المنطقة، بما في ذلك احتواء النفوذ الإيراني، وتعزيز علاقات الولايات المتحدة مع إسرائيل، وتقليل الالتزامات العسكرية الأمريكية في النزاعات الإقليمية. كما ركّز على إبرام صفقات اقتصادية وأمنية بدلاً من الانخراط في حروب طويلة الأمد.
انسحاب من الاتفاق النووي وتصاعد التوتر مع إيران
أحد أبرز قرارات ترامب كان الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في 2018، وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على طهران. كان يعتقد أن هذه الخطوة ستجبر إيران على تقديم تنازلات أكبر، لكن بدلاً من ذلك، ردّت طهران بتصعيد عملياتها الإقليمية وتخصيب اليورانيوم بمعدلات أعلى، مما زاد من التوترات وأعاد خطر المواجهة العسكرية إلى الواجهة.
التطبيع العربي الإسرائيلي واتفاقيات أبراهام
من النجاحات التي تفاخر بها ترامب كانت اتفاقيات أبراهام، التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، مثل الإمارات والبحرين والسودان والمغرب. رأى ترامب أن هذه الاتفاقيات تُمثل تحولًا استراتيجيًا في المنطقة، حيث يمكن تعزيز التحالفات ضد إيران دون الحاجة إلى حل القضية الفلسطينية.
التخلي عن الأكراد والتداعيات في سوريا
في 2019، قرر ترامب سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، مما فتح الباب أمام تركيا لشنّ عملية عسكرية ضد القوات الكردية التي كانت شريكًا رئيسيًا للولايات المتحدة في قتال تنظيم داعش. أثار هذا القرار انتقادات واسعة، حيث رأى البعض أنه تخليٌّ عن حلفاء واشنطن ودليلٌ على عدم التزام الولايات المتحدة تجاه شركائها.
سياسات غير متوقعة ونتائج متباينة
رغم أن ترامب كان يسعى إلى تقليل التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط، فإن بعض قراراته أدت إلى مزيد من التعقيد في المشهد الإقليمي، مثل اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، والذي دفع المنطقة إلى شفا صراع واسع النطاق.
خلاصة
يُظهر المقال أن ترامب حاول إعادة تشكيل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وفق رؤية تجارية بحتة، لكنه واجه تحديات سياسية وأمنية معقدة لم تكن قراراته قادرة على حلها بسهولة. وبينما نجح في بعض المجالات، مثل تعزيز العلاقات الإسرائيلية العربية، فإن استراتيجيته الشاملة فشلت في تحقيق الاستقرار طويل الأمد، تاركةً إرثًا مختلطًا للإدارة الأمريكية التالية.