ولي العهد السعودي يسعى للوساطة بين إيران و ترامب بشأن اتفاق نووي جديد

كشفت شبكة CNN أن السعودية أبدت استعدادها للوساطة بين إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وإيران من أجل التوصل إلى اتفاق نووي جديد. وعلى الرغم من عدم وضوح ما إذا كانت الرياض قد قدمت رسميًا هذا الاقتراح، إلا أن هذه الخطوة تعكس رغبة المملكة في الاستفادة من علاقاتها المتحسنة مع طهران وضمان دور لها على طاولة أي مفاوضات محتملة.
بحسب التقرير، فإن المملكة قلقة من أن إيران قد تندفع بشكل أكبر نحو امتلاك سلاح نووي، لا سيما في ظل تراجع نفوذ حلفائها الإقليميين الذين كانوا يُعتبرون خط دفاع ضد الهجمات الإسرائيلية. وترى الرياض أن قربها من إدارة ترامب قد يمكنها من بناء جسر دبلوماسي بين طهران وواشنطن، بهدف التوصل إلى اتفاق جديد يضمن الاستقرار الإقليمي.
موقف الأطراف المعنية
إدارة ترامب: أبدت رغبتها في التفاوض حول اتفاق جديد، لكنها لم تحدد إطارًا واضحًا.
إيران: أرسلت إشارات متضاربة حول استعدادها لمثل هذه المفاوضات.
وزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الخارجية السعودية: لم تردّا على استفسارات شبكة CNN حول الموضوع.
البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك: امتنعت عن التعليق.
ورغم أن السعودية رحبت علنًا بالاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، إلا أنها كانت غير راضية سرًا عن فشل إدارة أوباما في معالجة قضايا أخرى، مثل برنامج الصواريخ الإيراني ودعم طهران للفصائل المسلحة في اليمن والعراق ولبنان. وعليه، دعمت الرياض قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي في 2018.
دوافع الرياض للوساطة
وترى القيادة السعودية أن المرحلة الحالية تمثل فرصة تاريخية لتحسين العلاقات مع طهران، في ظل سياستها الخارجية الجديدة التي تركز على الاستقرار الاقتصادي والتنمية.
وتخشى الرياض أن يؤدي التصعيد مع إيران إلى مزيد من عدم الاستقرار، وهو ما قد يضر بأجندتها الاقتصادية، كما تعتقد السعودية أن إيران المعزولة دوليًا قد تكون أكثر اندفاعًا نحو امتلاك قنبلة نووية، مما يجعل التوصل إلى اتفاق جديد أولوية استراتيجية بالنسبة لها.
تعكس هذه التقارير تحولات استراتيجية سعودية تهدف إلى لعب دور الوسيط بدلاً من المواجهة المباشرة مع طهران. ومع ذلك، لا تزال الأسئلة قائمة حول مدى جدية هذا الطرح، وما إذا كان ترامب أو إيران مستعدان لقبوله كخيار واقعي للمضي قدمًا.