أزمة الكوادر الوسطية تُهدد سوق العمل والتنمية في العراق

في ظلّ تزايد أعداد الخريجين سنويًا، يواجه سوق العمل العراقي تحدياتٍ كبيرة نتيجة الفجوة بين التعليم الأكاديمي ومتطلبات الوظائف، مما يؤدي إلى نقص الكوادر الوسطيَّة، ويؤثر سلبًا على الأداء المؤسسي والتنمية المستدامة.
ويُشير الباحث والأكاديمي د. خالد العرداوي إلى أن تراجع الكوادر الوسطية بدأ منذ انهيار الوظيفة العامة بعد غزو العراق للكويت، حيث تأثرت جميع القطاعات بعدم تحديث وتطوير هذه الكوادر.
وأضاف أن هذا النقص يؤدي إلى “جمود وظيفي”، حيث تصبح عملية تطوير القيادات العليا أكثر صعوبة، مما ينعكس سلبًا على الأداء المؤسسي والمهني.
وأكد العرداوي أن التعليم الأكاديمي وحده لا يكفي لمواكبة متطلبات السوق، مشددًا على ضرورة إصلاح الجامعات لتقديم برامج تدريبية عملية، وإدراج برامج تأهيل مهني لتعزيز قدرات الخريجين.
من جهته، أوضح المتحدث باسم وزارة التربية كريم السيد أن غياب الكوادر الوسطية لم يعد يقتصر على قطاع معين، بل أصبح ظاهرة واسعة تشمل التعليم والوظائف الحكومية والخدمات.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل على تنفيذ برامج تدريب وتأهيل لسد الشواغر، مع التركيز على تطوير التعليم المهني لسد الفجوة بين التعليم وسوق العمل، وضمان رفع كفاءة الموظفين وتحسين الأداء الوظيفي.