أسعار النفط تتراجع وسط مخاطر الحرب التجارية على الطلب العالمي

تراجعت أسعار النفط وسط مؤشرات على أن الحرب التجارية المتصاعدة التي يشنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد تعيق النمو الاقتصادي، وهو ما ساهم في تقليص توقعات الطلب العالمي.
انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط 1.7% لتتم تسويته دون مستوى 67 دولاراً للبرميل، بعد ارتفاعه 2.2% يوم الأربعاء وحقق أكبر مكسب يومي له في ما يقرب من أسبوعين. وقالت وكالة الطاقة الدولية إنه من المرجح أن يتجاوز المعروض العالمي من النفط الطلب بنحو 600 ألف برميل يومياً هذا العام مع إضعاف التعريفات الجمركية للظروف الاقتصادية الكلية. وانخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية أيضاً بسبب حالة عدم اليقين بشأن تأثيرات الحرب التجارية.
أسعار النفط هبطت من أعلى مستوياتها في منتصف يناير، إذ تهدد سياسات إدارة ترمب التجارية بتباطؤ اقتصادي أوسع وتقلل من جاذبية الأصول الأكثر خطورة. وعلى جانب العرض، تأثرت الأسعار وسط خطة تحالف “أوبك+” لزيادة الإنتاج، بالإضافة إلى احتمالات عودة النفط الروسي إلى السوق. كما تراجعت أسعار الخام لفترة وجيزة إلى أدنى مستوياتها على مدار الجلسة بعد أن قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إنه مستعد للموافقة على وقف إطلاق النار مع أوكرانيا إذا أدى ذلك إلى سلام طويل الأمد.
يرى جون كيلدوف، الشريك في شركة “أجين كابيتال”، إن الأسعار واجهت تهديدات أيضاً من التوقعات الاقتصادية المتشائمة، مثل توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا بأن الاقتصاد الأميركي سوف يتراجع بمعدل سنوي قدره 1.5% هذا الربع.
وقال “التوقعات الاقتصادية السلبية للاقتصاد الأميركي تضغط أيضاً على السوق”، مشيراً: “لهذا السبب تحديداً، نقترب من الحد السفلي لنطاق تحرك الأسعار عند 66 دولاراً، والذي إذا فشلت الأسعار في التماسك فوقه، ستهبط إلى نطاق الخمسينات”.
استقر معدل التضخم بالجملة في الولايات المتحدة دون تغيير في فبراير وسط انخفاض هوامش التجارة، إلا أن تفاصيل البيانات التي تدخل في احتساب مؤشر التضخم الأكثر متابعة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي كانت قاتمة.
وفي مؤتمر “سيراويك” (CERAWeek) الذي تنظمه “إس آند بي غلوبال” في هيوستن، توقع كبار التجار أن يتجاوز العرض الطلب، محذرين من أن الأسعار قد تنخفض مع دخول المزيد من إنتاج النفط إلى السوق.