ظهور جماعات جديدة تدعو للدفاع عن العراق واليمن

ظهور جماعات جديدة تدعو للدفاع عن العراق واليمن

تفاعلت الأوساط العراقية مع التطورات الإقليمية الجديدة، والمتمثّلة بالغارات التي شنّتها الولايات المتحدة على اليمن، فيما توعّدت فصائل مقاوِمة بالرد على المصالح الأميركية في حال تعرّضها لهجمات معادية، ولا سيما أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لوّح بممارسة سياسية «الضغط الأقصى» ضد إيران وحلفائها في المنطقة. كذلك، ظهرت، سريعاً، فصائل مسلحة جديدة، أصدرت بيانات وفيديوهات، دعت فيها إلى التطوع لحماية العراق والدفاع عن اليمن.

ومن بين هذه الجماعات الوليدة، «لواء قوات درع العباس الاستشهادية»، والذي نشر مقطع فيديو مسجّلاً يظهر فيه ثلاثة أشخاص ملثّمين، وراءهم صورة الأمين العام لـ»حزب الله»، الشهيد السيد حسن نصرالله، بينما يلقي أحدهم خطاباً يندّد فيه بالاحتلال الأميركي للعراق. وقال المتحدّث في الفيديو، إن «هدف التشكيل هو حماية العراق والعقيدة،» ودعا العراقيين وأبناء الحشد الشعبي «إلى الانضمام إلى المشروع الجهادي».

كما أصدر فصيل مسلح آخر يطلق على نفسه «كتائب صرخة القدس»، بياناً موجّهاً إلى قائد حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، يقول فيه: «نتابع بقلق وغضب بالغ ما يقترفه العدو الأميركي من جرائم بشعة بحق أهلنا في اليمن، حيث يواصل عدوانه الهمجي الغاشم، مستهدفاً الأبرياء، ضارباً عرض الحائط بكل القوانين والأعراف الدولية، في محاولة يائسة لكسر إرادة الشعب اليمني الصامد». وأكّد البيان «أننا في كتائب صرخة القدس نعلن بكل وضوح أننا على أهبة الاستعداد ورهن إشارة القائد عبد الملك الحوثي، للرد على هذه الجرائم من خلال استهداف مصالح العدو الأميركي في المنطقة حيثما وُجدت، وبالوسائل المناسبة التي تجعلهم يدفعون ثمن جرائمهم بحق شعوبنا».

من جانبها، أصدرت حركة «النجباء» في العراق، بياناً شديد اللهجة، توعّدت فيه بالرد، قائلة إن «الوجود الأميركي في المنطقة لم يجلب إلا الويلات والقتل والتشريد وإبادة سكان هذه المنطقة، التي لم ترَ خيراً ولا استقراراً عند حلول دولة الظلم والتخريب ونهب الخيرات في أي مكان». وأضافت أنه «بعد وقف إطلاق النار في غزة الإباء، وبدء محور المقاومة في التهدئة دعماً منه للسبل التي تسهم في إيصال المساعدات إلى سكان غزة المبادة والمظلومة وفقاً لالتزامات الدول الضامنة، نری ازدواجية أميركا، فنجدها اليوم تعتدي على يمن الصمود والبطولة والكرامة، لتمثّل دور الحامي والمدافع عن المجرم الصهيوني».

وجدّد القيادي في حركة «النجباء»، مهدي الكعبي، بدوره، التأكيد أن «فصائل المقاومة على استعداد دائم في مواجهة كل خطر على البلاد، فضلاً عن دعمها ومساندتها لكل جبهات المقاومة في المنطقة سواء كانت في لبنان أو اليمن أو فلسطين». وأشار الكعبي، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن «الولايات المتحدة والكيان الصهيوني يحاولان خلق بلبلة في المنطقة أو فوضى كما حدث في سوريا، في سبيل تحقيق المبتغى، وهو إحكام قبضتهما على المنطقة»، منبّهاً إلى أن «الفصائل جميعها حالياً ملتزمة ومتوقفة عن النشاط الجهادي، لكن إذا دعت الحاجة أو حدث تهديد، سيكون الرد حاسماً».

بدوره، رأى السياسي العراقي، نجم القصاب، أن استهداف «أنصار الله» من قبل الولايات المتحدة وبإشراف الرئيس، دونالد ترامب، هو مؤشر خطير وفيه رسائل عديدة إلى المنطقة. ولفت القصاب، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أن «الرئيس الأميركي كانت استراتيجته قائمة على الاقتصاد والعقوبات وليس الحروب وتقديم الخيار العسكري، لكن أعتقد بأن ما جرى في اليمن هو رسائل إلى إيران لكفّ يدها عن المنطقة من دون مواجهات أو شن حرب ضدها». وحذّر من أن «المجريات جميعها تنعكس على العراق اقتصادياً وأمنياً وسياسياً. ولذا، على الحكومة أن تواصل دورها في ترطيب الأجواء ومنع أي انزلاق ضد البلاد»، معتبراً أن «إدارة الولايات المتحدة قد تتعامل مع العراق من خلال فرض عقوبات على شخصيات ومصارف وأحزاب، ما قد يسبّب كارثة».

وعلى الجانب الرسمي، قد يضع التصعيد المحتمل في المنطقة، الحكومة العراقية، في موقف صعب بينَ محاولة الحفاظ على علاقاتها بالولايات المتحدة ومواجهة ضغوط الفصائل المسلحة، والتي تلوّح بالرد العسكري. وفي هذا السياق، أشار القيادي في «الإطار التنسيقي»، علي الموسوي، إلى أن الحكومة العراقية بقيادة محمد شياع السوداني «تواصل مشاوراتها مع مختلف الأطراف لتجنب وقوع البلد في مواجهة جديدة».

ورأى الموسوي، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «الولايات المتحدة لم تقْدم على قصف العراق، بسبب وجود أجواء إيجابية مع الحكومة واتفاقات كثيرة قد تجعل ترامب في حالة تريّث هنا»، مستدركاً بأن «ترامب يريد إنهاء الفصائل في العراق من أجل تضييق الخناق على إيران». واعتبر أن «فرض عقوبات أو إجراءات مشدّدة ضد المصارف وتهريب العملة أو السلاح، إلى جانب تكبيل تحركات الفصائل التي تُتهم بالهجوم على مصالحها، قد يكون أمراً وارداً، لكن تنفيذ ضربات كما جرى في اليمن، ربما في الوقت الحالي مستبعد لاعتبارات كثيرة تتعلّق بمساعي بغداد نحو التهدئة».

تابعونا عبر تليغرام
Ad 6
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com