أدلة جديدة تكشف عن احتياطيات مائية خفية على عمق 11 كم تحت سطح المريخ

كشفت دراسة أدلة جديدة تشير إلى وجود ماء سائل على عمق كبير تحت سطح المريخ، ما يعزز احتمالية قدرة الكوكب الأحمر على دعم الحياة.
وقام الباحثان إيكو كاتاياما من جامعة هيروشيما ويويا أكاماتسو من معهد أبحاث الجيوديناميكا البحرية في اليابان بتحليل البيانات الزلزالية التي جمعتها مهمة “إنسايت” التابعة لوكالة ناسا، وخلصا إلى أن هناك احتمالا كبيرا لوجود ماء سائل على عمق يتراوح بين 11.5 و20 كيلومترا تحت سطح المريخ.
واعتمدت الدراسة على تحليل موجات زلزالية تعرف باسم “موجات P” و”موجات S”، والتي تنتقل عبر الطبقات الداخلية للكواكب.
و”موجات P” هي الأسرع وتتحرك ذهابا وإيابا مثل الموجات الصوتية، بينما “موجات S” أبطأ وتتحرك بشكل عمودي على اتجاه انتشارها. ومن المعروف أن “موجات S” لا يمكنها المرور عبر السوائل، ما يجعلها أداة مهمة للكشف عن وجود الماء.
ومن خلال تحليل هذه الموجات، تمكن العلماء من تحديد كثافة وتركيب المواد الموجودة تحت سطح المريخ، مثل الصخور أو الماء. وأظهرت البيانات وجود منطقتين انتقاليتين على أعماق تتراوح بين 10 و20 كيلومترا، حيث لوحظت تغيرات مفاجئة في الخصائص الداخلية للكوكب.
وتتحدى هذه النتائج الدراسات السابقة التي اقترحت أن هذه المناطق الانتقالية ناتجة عن مواد بركانية على السطح أو صخور مسامية تتحول إلى صخور صلبة على عمق 20 كيلومترا. وبدلا من ذلك، تشير الدراسة الجديدة إلى أن الصخور المسامية تحتوي على ماء يملأ الشقوق والفراغات بينها.
وللتأكد من صحة نتائجهم، اختبر العلماء صخورا تعرف باسم “ديابيز” (dolerite) من منطقة ريداهولم في السويد، والتي تشبه إلى حد كبير الصخور الموجودة على المريخ.
وأظهرت النتائج أن هذه الصخور، في ظروف رطبة، تنتج إشارات زلزالية مشابهة لتلك التي رصدها جهاز التجربة الزلزالية للبنية الداخلية (SEIS)، على المريخ، وهذا الجهاز هو جزء من مهمة “إنسايت” التابعة لناسا، وكان أول جهاز لقياس الزلازل يعمل على سطح الكوكب الأحمر.
وتشير الدراسات السابقة إلى أن المريخ قد يحتوي على كمية كافية من الماء الجوفي لتشكيل محيط عالمي بعمق يتراوح بين 1 و2 كيلومتر. وقال كاتاياما: “إذا تم تأكيد وجود هذا الكم الهائل من الماء السائل، فقد يشير ذلك إلى إمكانية وجود نشاط ميكروبي”.
ومع ذلك، يبقى الوصول إلى هذا الماء العميق، أو أي حياة محتملة بداخله أمرا مستحيلا باستخدام التكنولوجيا الحالية.