“مرض الفشار”.. خطر صحي جديد مرتبط بالسجائر الإلكترونية

في الوقت الذي يزداد فيه انتشار بين مختلف الفئات العمرية، يظهر خطر جديد يهدد الصحة العامة يُعرف باسم “مرض الفشار” (EVALI)، وهو اختصار لمتلازمة المرتبط بتدخين السجائر الإلكترونية.
هذا المرض الخطير، بحسب الإحصائيات الحديثة، لا يقتصر تأثيره على الإضرار بالرئتين فقط، بل قد يؤدي إلى الإعاقة وفي بعض الحالات إلى الوفاة.
يوضح الدكتور أندريه مارتيوشيف بوكلاد أن الخطر يكمن في دخول الزيوت والمواد الكيميائية الأخرى الموجودة في سوائل التدخين الإلكتروني إلى الرئتين، ما يتسبب في تلف الأنسجة وظهور التهابات حادة.
كما يمكن أن يؤدي هذا الضرر إلى ردود فعل تحسسية واضطرابات في تبادل الغازات الطبيعية داخل الرئتين، الأمر الذي يُفضي إلى نقص الأكسجين في الجسم.
ما يزيد من تعقيد الوضع، كما يشير بوكلاد، هو صعوبة تشخيص هذا المرض، نظرًا إلى تشابه أعراضه مع حالات أخرى مثل الالتهاب الرئوي البكتيري، الذي غالباً ما يُعالج باستخدام المضادات الحيوية دون جدوى في حالة EVALI.
لذا، غالباً ما يتم الاعتماد على طريقة الاستبعاد الطبي في التشخيص بعد فشل العلاجات المعتادة.
من جانبه، يؤكد الأكاديمي ألكسندر غينسبورغ، مدير مركز “غماليا” لبحوث علم الأوبئة والأحياء الدقيقة، أنه من المستحيل تطوير لقاح ضد التدخين، سواء للسجائر التقليدية أو الإلكترونية.
ويضيف قائلاً: “ربّما يمكن تصميم دواء مضاد لبعض المواد الضارة مثل النيكوتين، لكن الصعوبة تكمن في وجود هذه المواد في الجسم بشكل طبيعي ومشاركتها في عمليات أيضية مهمة”.
ولهذا، يرى غينسبورغ أن التوعية الإعلامية تبقى السبيل الأنجع لمكافحة هذه العادة الخطيرة.
ويُذكر أن مكتب الهيئة الفيدرالية لحماية حقوق المستهلك في مقاطعة تومسك الروسية أعلن أن تدخين السجائر الإلكترونية يؤدي إلى مرض يُطلق عليه “مرض الفشار”، الذي يتجلى في التهاب وتليّف وضيق في الشعب الهوائية.
ويمكن اكتشاف هذا المرض من خلال صوت الفرقعة الصادر من الرئتين في أثناء الفحص، الذي يشبه تماماً صوت تحضير الفشار.