هل الوحدة مفيدة لنا؟ دراسة جديدة تكشف جوانب غير متوقعة

رغم أن الوحدة توصف بأنها تهديد خطير للصحة النفسية والجسدية، إلا أن العلماء باتوا يتحدثون أيضًا عن الوجه الآخر لها: العزلة الاختيارية التي قد تحمل فوائد لا يُستهان بها.
☁️ وحدة العصر الرقمي… وحنين إلى الصمت
في عالم مشبع بالرسائل والإشعارات والاتصالات الدائمة، يبدو أن البعض بدأ يحن إلى “مساحة صامتة” بعيدًا عن الصخب الرقمي. في المقابل، توصف الوحدة المزمنة بأنها لا تقل خطرًا عن تدخين 15 سيجارة يوميًا، وفقًا لتقارير صحية حديثة.
📌 فرق بين الوحدة والعزلة
تُعرّف “الوحدة” بأنها شعور داخلي بعدم الاكتفاء العاطفي أو الاجتماعي، بينما تشير “العزلة” إلى اختيار شخصي للابتعاد المؤقت عن الآخرين. أندريا ويغفيلد، مديرة مركز دراسات الوحدة بجامعة شيفيلد البريطانية، توضح أن الإنسان قد يشعر بالوحدة حتى وسط الزحام إذا افتقد عمق العلاقات وجودتها.
🔬 الوحدة وتأثيرها الصحي
أبحاث من جامعة كامبريدج تشير إلى أن الوحدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، السكتات الدماغية، السكري من النوع الثاني، وحتى الوفاة المبكرة. كما ترتبط بالاكتئاب، القلق، والزهايمر.
منظمة الصحة العالمية بدورها تؤكد أن واحدًا من كل أربعة أشخاص مسنين يعاني من الوحدة، إلى جانب نسب متفاوتة بين الشباب، لا سيما من الأقليات أو الفئات الهشة مثل اللاجئين أو مقدّمي الرعاية.
💡 كيف نواجه الوحدة؟
-
العمل التطوعي: أظهرت تجارب في هونغ كونغ أن التطوع، خاصة بين كبار السن، يخفف من الشعور بالوحدة.
-
التعايش بين الأجيال: دول مثل أستراليا وهولندا تعتمد على برامج تشجع الشباب والمسنين على مشاركة الوقت في أماكن سكن أو نشاطات مشتركة.
-
الوصفات الاجتماعية: في بريطانيا، بات الأطباء يوجهون بعض مرضاهم لخدمات اجتماعية بدلاً من وصف الأدوية، لمحاربة العزلة.
🧠 العزلة كراحة نفسية… ولكن بشروط
دراسة من جامعة ريدينغ البريطانية أظهرت أن بعض الوقت المنفرد يوميًا (مثل 15 دقيقة) يمكن أن يُقلل من التوتر ويُعزز الشعور بالحرية النفسية. لكن المبالغة في العزلة، حتى وإن كانت اختيارية، قد تزيد الشعور بالوحدة.
البروفيسور “توي نغوين” ينصح بـ”جرعات صغيرة” من العزلة المفيدة، بعيدًا عن الشاشات والضوضاء، من خلال أنشطة مثل:
-
القراءة
-
المشي في الطبيعة
-
الزراعة أو العناية بالنباتات
-
الاستماع للموسيقى أو التأمل
❗ متى تتحول العزلة إلى مشكلة؟
عندما تزيد ساعات الوحدة عن 75% من وقت الاستيقاظ اليومي، تبدأ أعراض سلبية بالظهور مثل: فقدان الحافز، الانسحاب الاجتماعي، أو اضطراب النوم والمزاج. في هذه الحالة، يُنصح باللجوء إلى مختص أو تعزيز التواصل مع الآخرين.
✨ خلاصة: العزلة ليست دائمًا عدوًا
الوحدة، إذا فُرضت علينا، يمكن أن تكون مؤذية. لكن العزلة الطوعية والمدروسة قد تكون دواءً فعالًا لعقل متعب، وفرصة لإعادة الاتصال بالذات. المفتاح؟ التوازن، والوعي الذاتي، وجودة العلاقات لا كميتها.