بغداد تُعيد الحياة إلى شارع الرشيد في مشروع طموح لإحياء ذاكرة المدينة

بعد عقود من الإهمال، يشهد شارع الرشيد، أحد أعرق معالم العاصمة بغداد، نهضة جديدة ضمن مشروع حكوميّ طموح يستهدف إعادة الحياة إلى هذا الشريان التاريخي والثقافي الحيوي، الذي لطالما كان شاهداً على التحولات السياسية والاجتماعية في العراق.
وتباشر أمانة بغداد أعمال التطوير بدءاً من المقطع الممتد من ساحة الميدان إلى تمثال الشاعر معروف الرصافي، حيث أُعيد تأهيل ست بنايات تراثية حتى الآن، مع خطط لاستكمال تأهيل تسع أخرى، في خطوة تعكس التزاماً بالحفاظ على هوية المكان المعمارية والثقافية. كما يتضمن المشروع إدخال “الترام” كوسيلة نقل تراثية، في محاولة لتعزيز الجاذبية السياحية للشارع.
وقال محمد حسين، أحد سكان الحي، إن المشروع يمثل “بارقة أمل حقيقية” تعيد الحراك الثقافي والتجاري إلى المنطقة، فيما يرى رعد قيس، صاحب محل تجاري، أن “إعادة الاستثمار في الشارع مشروطة بالحفاظ على طابعه التاريخي”.
من جهته، أكد الباحث في التراث، ياسر العبيدي، أن المشروع لا يقتصر على ترميم البنية التحتية، بل يسعى إلى “إنقاذ الذاكرة الحضرية لبغداد”، الممتدة لأكثر من مئة عام.
وفي السياق ذاته، شدد نقيب السياحيين، الدكتور محمد عودة العبيدي، على أهمية المشروع باعتباره “ينسجم مع التوجه العالمي نحو السياحة التراثية”، مؤكداً أن “شارع الرشيد قادر على أن يكون نقطة جذب للسياح المحليين والأجانب على حد سواء”.
من جانبه، أشار مدير العلاقات الدولية في وزارة الثقافة، علي ياسين عبد الرضا، إلى أن الشارع يُعد معلماً ثقافياً لا نظير له في المنطقة، مبيناً أن إعادة تأهيله ستُحدث أثراً إيجابياً مباشراً في القطاعين السياحي والاقتصادي للعاصمة بغداد.