العراق يحل جزئياً أزمة الكهرباء بنقل الغاز المصاحب لمعالجته في إيران
قطع العراق خطوة نحو حل أزمة الكهرباء التي تعاني منها البلاد باتفاقية وقعها أمس مع إيران، تقضي بنقل كميات من الغاز المصاحب من آبار النفط الموجودة في جنوبه إلى الأراضي الإيرانية، لمعالجتها وإعادتها إليه مرة أخرى كوقود يُستخدم في محطات توليد الكهرباء.
الاتفاق جاء ضمن أربع اتفاقيات، وقعها نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط العراقي حيان عبد الغني ووزير النفط الإيراني محسن باكنجاد أمس في بغداد، وينص على استثمار الغاز الذي يحترق في آبار شركة نفط ميسان (جنوب العراق)، بنقله إلى إيران لمعالجة فصل السوائل من هذا الغاز ثم إعادة نفس كمية الغاز، والتي تصل إلى 100 مليون قدم مكعب كل يوم، لتشغيل محطات الكهرباء العراقية.
يعاني العراق من أزمة انقطاعات واسعة للتيار الكهربائي، إذ يُقدّر الطلب الحالي على الكهرباء خلال فترة الذروة بأكثر من 35 غيغاواط، بينما لا يتجاوز الإنتاج المحلي في أفضل الحالات 25 غيغاواط، وفقاً لبيانات صندوق النقد الدولي.
وزير النفط العراقي حيان عبد الغني الذي كشف اليوم عن تفاصيل الاتفاقيات التي وقعها، أوضح أن الاتفاقية الثانية كانت بين شركة الحفر العراقية التابعة للوزارة وشركة الحفر الوطنية الإيرانية التي تمتلك 45 حفاراً، ستساعد على تنفيذ مشاريع مختلفة داخل العراق وخاصة قرب المنطقة الحدودية بين البلدين.
اما الاتفاقية الثالثة فتتعلق بتمديد أنابيب داخل الأراضي العراقية بمساعدة الشركات الإيرانية، وتتضمن الاتفاقية الأخيرة مشاريع للمسح والاستكشاف داخل العراق بمساعدة الجانب الإيراني، وفق عبدالغني.
كان العراق خلال السنوات الماضية يعتمد على إيران لتزويده بما يقارب 40% من احتياجاته من الطاقة، بسبب افتقاره البنية التحتية القادرة على معالجة الغاز المصاحب لاستخدامه محلياً، ومع تصاعد الضغوط الأميركية على بغداد لوقف الاعتماد على الوقود الإيراني تفاقمت أزمة الكهرباء في البلاد.
