بغداد تختنق إداريًا.. وخطة لإنشاء مدينة وزارية جنوب العاصمة

بغداد تختنق إداريًا.. وخطة لإنشاء مدينة وزارية جنوب العاصمة

تبدأ بغداد صباحها يوميًا وسط اختناقات مرورية خانقة، تعود في جزء كبير منها إلى الزخم الحاصل من تنقل الموظفين والمراجعين إلى الدوائر الحكومية المنتشرة في قلب العاصمة، ما يسلط الضوء مجددًا على غياب مشروع إداري ينقل الوزارات إلى خارج مركز المدينة.

وصف المواطن أحمد كاظم رحلته اليومية إلى الدوائر الحكومية بأنها “مرهقة”، متسائلًا عن أسباب غياب الحلول الجذرية، فيما اعتبر الموظف سلام جعفر أن إنشاء مدينة إدارية بات “ضرورة لا تحتمل التأجيل”.

ووفق إحصاءات مديرية المرور، فإن نحو 40% من الزحام الصباحي في وسط بغداد سببه تنقل الموظفين والمراجعين.

في هذا السياق، أعلن النائب حسن قاسم الخفاجي عن خطة حكومية مرتقبة لإنشاء مدينة إدارية جنوب بغداد قرب علوة الرشيد، فيما كشفت وزارة الإعمار، عبر المتحدث نبيل الصفار، عن وجود مقترح لتخصيص 50 دونماً لكل وزارة ضمن مدينة النهروان، مشيرة إلى أن أولوية الوزارة الحالية تتركز على مشاريع السكن المتكامل، وأن نقل الوزارات يحتاج إلى تمويل ضخم.

أما مستشار وزارة البيئة، عمار العطا، فأكد أن تجميع الوزارات في موقع موحد يسهم في رفع الكفاءة وتقليل التكاليف ويعزز الرقابة، مع ضرورة اعتماد نماذج حديثة للنقل الجماعي والمواصفات البيئية.

من جهته، كشف مدير دائرة التنمية الإقليمية، محمد السيد، عن دراسات تعود إلى عام 2016 لإنشاء مدينة إدارية، مبينًا أن تمركز الوزارات في بغداد فاقم أزمات الزحف السكاني والاختناق المروري. وأوضح أن الموقع المقترح قد يكون في المدائن أو على طريق بغداد – البصرة، بتكلفة تُقدّر بنحو 50 مليار دولار، مع إمكانية التمويل عبر الشراكة والاستثمار.

ورغم وضوح الرؤية، إلا أن تنفيذ المشروع يبقى مرهوناً بالإرادة السياسية والتوافق على خريطة تنموية جديدة تنقل بغداد من واقع التكدس إلى آفاق أكثر تنظيماً واستقراراً.

تابعونا عبر تليغرام
Ad 6
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com