زيباري: ما يحدث في سوريا هو البداية فقط.. والكورد يسعون لموقع دائم في دمشق

على وقع حوارات مكثفة في اليوم الثاني من ملتقى السليمانية التاسع، ارتفعت نبرة التفاؤل الكوردي من على منصة جامعة السليمانية، حيث وصف هوشيار زيباري، الوزير العراقي الأسبق وعضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، ما يجري في سوريا بأنه “ليس سوى البداية”.
وفي جلسة ناقشت مستقبل شمال وشرق سوريا، وبحضور شخصيات محلية ودولية، برزت إشارات واضحة إلى أن لحظة ما بعد الحرب في سوريا قد انطلقت، وسط طموحات كوردية بتثبيت موقع دائم على طاولة الحل السياسي في دمشق.
زيباري تحدث عن الاتفاق المكون من ثماني نقاط، والذي وُقع بين مظلوم عبدي وأحمد شرع بدعم أمريكي فرنسي، واصفاً إياه بأنه “خطوة أولى لكنها حاسمة” نحو إشراك الكورد في الترتيبات السياسية المقبلة في سوريا.
وقال زيباري إن تراجع قبضة نظام الأسد يُمثّل “زلزالاً سياسياً” لا تزال ارتداداته تتردد في الإقليم، مشددًا على أن مرحلة جديدة بدأت ويجب أن تتوسع “بعد نصف قرن من القمع”.
في حديثه عن التجربة الكوردية في العراق، أكد زيباري أن نموذج إقليم كوردستان ليس للتصدير الحرفي، بل كمصدر إلهام. وأضاف: “نحن لا نفرض نموذجنا، لكن توحد الكورد هو مفتاح كل شيء”.
من جانبها، عبّرت إلهام أحمد، رئيسة دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا، عن ترحيبها بالاتفاق، واعتبرته فرصة لإنهاء الاتهامات القديمة الموجهة للكورد، لكنها حذّرت من صعوبة التنفيذ، مشيرة إلى أن لجاناً فنية ستُناقش الخطوات المقبلة على الأرض.
قالت إلهام: “ننظر إلى تجربة إقليم كوردستان كخبرة مهمة، لكن واقع روج آفا يختلف، ونحن ندرس تجارب أخرى مشابهة، لأن النسيج السوري متنوع ومعقد”.
وحضر الجلسة أيضًا الدبلوماسي الأمريكي المخضرم بيتر غالبرايث، الذي شارك في رسم معالم خريطة طريق غامضة، لكنها ـ بحسب المشاركين ـ تمثل أملاً جديدًا لسوريا تمزقت طويلاً تحت نير الحرب.