تحركات عربية ومحادثات أمريكية–إيرانية تمهد لاستقرار إقليمي وقمة مفصلية في بغداد

يشهد الشرق الأوسط مناخا إيجابيا في ظل تحركات دبلوماسية وزيارات واتصالات متبادلة بين عدد من الدول العربية، بالتوازي مع محادثات أمريكية–إيرانية غير مباشرة، يرجح مراقبون أن نجاحها سينعكس بشكل مباشر على استقرار المنطقة وتبريد أزماتها.
وأكد مراقبون سياسيون أن تقارب الدول العربية وتعزيز التعاون الأمني والسياسي والاقتصادي فيما بينها، سيسهم في تهدئة التوترات الإقليمية، وينعكس بشكل ملموس في القمة العربية المرتقبة التي ستعقد في العاصمة العراقية بغداد في 17 أيار/مايو المقبل.
وأشار المحلل السياسي السوري، يمان شواف، في حديث صحفي تابعته وكالة آخر الأخبار، إلى أن “تعافي الدول العربية، وخصوصا سوريا والعراق، بدأ يتبلور مع تراجع النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان، ما أتاح للعراق فرصة لإعادة التوازن في علاقته بين واشنطن وطهران، والعودة إلى الحاضنة العربية”.
وأوضح شواف أن “تحسن الأوضاع في سوريا، ووجود حدود طويلة مشتركة مع العراق، يفتح المجال أمام مشاريع ضخمة للتبادل التجاري والسياحي، والاستثمار في مجالات مثل الطاقة، والزراعة، والنقل، ما ينعكس إيجابا على اقتصاد البلدين”.
كما لفت إلى أن العراق يسعى إلى لعب دور محوري كممر تجاري إقليمي، عبر ربط موانئه بالخليج وسوريا وتركيا وصولا إلى أوروبا، وهو ما يعزز موقعه كقوة اقتصادية ناشئة في المنطقة.
وفي السياق ذاته، أشار المحلل السياسي الأردني حازم عياد إلى أن “نقطة الارتكاز في ترميم العلاقات العربية انطلقت من سوريا”، مضيفا أن هناك توافقا بين دول الجوار السوري – الأردن، العراق، لبنان وتركيا – على تعزيز التعاون الأمني، وقد تم الإعلان مؤخرا عن إنشاء مركز مشترك لمكافحة الإرهاب وتوطيد الاستقرار في سوريا.
ويرى متابعون أن المرحلة المقبلة قد تشهد تحولات محورية في المشهد الإقليمي، لا سيما إذا نجحت المفاوضات الأمريكية–الإيرانية في تهدئة الملف النووي وفتح المجال أمام شراكات أوسع، تبدأ من العراق وتمتد إلى عموم المنطقة.