الوكالة الدولية للطاقة الذرية: الاتفاق الأمريكي الإيراني بات أقرب

كشف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في مقابلة مع صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية، عن تطورات مهمة في ملف المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الاتفاق بات “أقرب من أي وقت مضى”، لكنه حذّر في الوقت نفسه من أن أي اتفاق جديد “سيكون بحاجة إلى نظام رقابة صارم ودقيق” لضمان تنفيذه الكامل.
وقال غروسي إن الأشهر الأخيرة شهدت تقاربًا تدريجيًا بين الجانبين، مدفوعًا بجملة من التحديات الإقليمية والدولية، أبرزها الحرب في غزة وتوترات البحر الأحمر، فضلًا عن الضغوط الاقتصادية التي تواجهها إيران في ظل العقوبات المستمرة. وأضاف: “الطريق لا يزال معقدًا، لكن توجد مؤشرات إيجابية على إمكانية التوصل إلى تفاهم، شريطة الالتزام الكامل بالشفافية من جميع الأطراف”.
وحذّر غروسي من أن غياب آلية رقابية فعّالة سيقوض أي اتفاق محتمل، مؤكدًا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية مستعدة للعب دور رئيسي في مراقبة تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه. وأشار إلى أن “العودة إلى إطار الاتفاق النووي السابق، أو حتى اتفاق معدل، لن يكون مجديًا ما لم تُمنح الوكالة صلاحيات التحقق الكاملة”.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتكثف فيه التحركات الدبلوماسية على أكثر من صعيد لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018. كما تزامنت مع تسريبات عن محادثات غير مباشرة بين واشنطن وطهران بوساطة أوروبية وعربية.
وتُعد تصريحات غروسي مؤشرًا إضافيًا على أن المفاوضات النووية دخلت مرحلة حساسة تتطلب توازنًا دقيقًا بين الاعتبارات السياسية والأمنية، وسط مخاوف من تداعيات أي فشل جديد على استقرار المنطقة.