تقرير أمريكي: دول الخليج والعراق تتجه لتطوير ممرات بديلة بعيدًا عن مضيق هرمز

تقرير أمريكي: دول الخليج والعراق تتجه لتطوير ممرات بديلة بعيدًا عن مضيق هرمز

كشف تقرير حديث صادر عن منتدى الشرق الأوسط الأميركي عن تحولات استراتيجية تشهدها المنطقة في مجال الممرات التجارية الإقليمية والعابرة للحدود، على خلفية تصاعد التهديدات الإيرانية في الخليج والبحر الأحمر، مما دفع العديد من الدول إلى إعادة رسم خريطة الطرق والأنابيب وخطوط السكك الحديدية التي تربط بين آسيا، والشرق الأوسط، وأوروبا.

وأشار التقرير، إلى أن التهديدات المتكررة من قبل إيران بإغلاق مضيق هرمز، إضافة إلى الهجمات المتزايدة من الحوثيين المدعومين من طهران على حركة الملاحة في مضيق باب المندب، أدت إلى تحركات عاجلة لإنشاء بدائل آمنة ومستقرة للتجارة الدولية.

مشاريع كبرى تمتد من الخليج إلى تركيا وأوروبا
أبرز التقرير سلسلة من المشاريع الجارية، من بينها مشروع سعودي لإنشاء خط سكة حديد يربط الخليج بأعالي البحر الأحمر، وتوقيع الكويت اتفاقاً مع شركة تركية لإنشاء خط سكك حديدية يربطها بسلطنة عمان.

وفي ذات السياق، صرح وزير الطاقة التركي، ألب أرسلان بيرقدار، أن بلاده توصلت إلى اتفاق أولي مع العراق لإنشاء خط أنابيب نفط يمتد من محافظة البصرة إلى ميناء جيهان التركي، بطاقة تبلغ 1.5 مليون برميل يومياً.

العراق.. حلقة الوصل الجديدة
يلعب العراق دورًا محوريًا في هذا التحول، حيث أشار التقرير إلى أن وزارة النقل العراقية أعلنت أنها ستستكمل المرحلة الأولى من مشروع ميناء الفاو الكبير بحلول نهاية عام 2025، كجزء من مشروع “طريق التنمية” الذي تبلغ كلفته 17 مليار دولار، والذي سيصل بين الخليج والحدود التركية ثم إلى ميناء مرسين في تركيا.

وفي الوقت ذاته، لا تزال المفاوضات جارية لإعادة تشغيل خط أنابيب النفط بين إقليم كوردستان وميناء جيهان، بعد توقفه لفترة طويلة.

وعلى صعيد الطاقة الكهربائية، كشف التقرير عن مضاعفة واردات العراق من الكهرباء التركية إلى 600 ميغاواط بحلول 2025، بعد قرار الولايات المتحدة إلغاء إعفاء بغداد من استيراد الكهرباء من إيران، وهو ما قد يجعل تركيا تزوّد العراق بطاقة تفوق ما تقدمه إيران حالياً.

 إيران في عزلة تجارية متزايدة
رأى التقرير أن هذه التحركات تسهم في إبعاد إيران عن ممرات التجارة الإقليمية وتقليص نفوذها، مشيرًا إلى أن إغلاق مضيق هرمز لا يزال خياراً غير واقعي بالنسبة لطهران، نظرًا لاعتمادها الكبير على صادرات النفط عبر هذا الممر.

وأضاف أن إيران حاولت في السنوات الأخيرة تطوير ميناء جاسك ومحطة تشابهار كبدائل، لكنها بقيت محدودة مقارنةً بخيارات السعودية والإمارات، حيث تمتلك الرياض خطوط أنابيب برية تتجاوز المضيق، وتملك الإمارات خط أنابيب “حبشان-الفجيرة” الذي يمكنها من التصدير مباشرة من خارج الخليج.

تركيا مركز الغاز الإقليمي و”همزة الوصل” بين آسيا وأوروبا
أوضح التقرير أن تركيا عززت مكانتها كمركز إقليمي للغاز بفضل مشروعي “تاناب” و”ترك ستريم”، وأصبحت تتلقى الغاز التركماني عبر اتفاقية تبادل تمر عبر إيران إلى أوروبا.

كما ساهم خط سكة حديد باكو-تبليسي-كارس، الذي تم تحديثه في نهاية عام 2024، في رفع طاقته إلى 5 ملايين طن سنوياً، مما عزز من دور تركيا كمحور لنقل البضائع بين الشرق والغرب.

الكويت تنضم إلى شبكة الخليج الحديدية
أكد التقرير أن الكويت وقعت في 7 أبريل الجاري عقداً مع شركة تركية لبناء خط سكة حديد يربطها بسلطنة عمان، مروراً بالسعودية ودول خليجية أخرى، ليصبح أطول مشروع للسكك الحديدية في الخليج بطول 2177 كيلومتراً، ومن المتوقع إنجازه بحلول عام 2030.

وأشار إلى أن المشروع يمكن ربطه مستقبلاً بمشروع “طريق التنمية” العراقي-التركي، ليشكل شبكة إقليمية مترابطة تربط الخليج بتركيا وأوروبا.

 طريق الحرير من دون إيران
رغم العلاقات الاستراتيجية بين إيران والصين، كشف التقرير أن إيران باتت مستبعدة فعليًا من مشروع “الحزام والطريق” الصيني، حيث فضّلت بكين طرقًا تمر عبر آسيا الوسطى والقوقاز وتركيا.

كما أشار إلى أن نقل البضائع عبر المسارات الصينية-التركية ارتفع بمعدل 5 أضعاف في السنوات الأخيرة، فيما لا يتجاوز إجمالي النقل الخارجي لإيران 22 مليون طن، معظمها مع دول مجاورة غير ساحلية، مقابل 33 مليون طن عبر أذربيجان وحدها في 2024.

ممر زانجيزور.. والرد الإيراني السلبي
اختتم التقرير بالإشارة إلى أن افتتاح ممر “زانجيزور” الأقصر، عبر أرمينيا، قد يؤدي إلى مزيد من تقليص دور إيران في التجارة الإقليمية، حيث تركّز طهران حالياً على معارضة المشروع بدل الدخول فيه، في وقت تتسارع فيه مشاريع كبرى في الخليج وباكستان من شأنها إعادة رسم الخريطة التجارية للمنطقة بالكامل.

 

تابعونا عبر تليغرام
Ad 6
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com