“انقلاب داخلي” على الوزير هيغسيث بسبب تسريبات وخلافات داخلية

“انقلاب داخلي” على الوزير هيغسيث بسبب تسريبات وخلافات داخلية

بعد قرابة 90 يومًا فقط من توليه منصب وزير الدفاع الأمريكي، يواجه بيت هيغسيث أزمة متصاعدة داخل البنتاغون، وسط اتهامات بـ”انقلاب داخلي” من مستشاريه السابقين، وتسريبات خطيرة تتعلق بخطط عسكرية حساسة، أرسلها الوزير عبر هاتفه الشخصي إلى أقاربه ومقربين منه.

ووفقًا لتقارير أمريكية، تعود الأزمة إلى قيام هيغسيث بإحداث تغييرات جذرية داخل وزارة الدفاع منذ تعيينه، حيث أقال كبار الضباط والجنرالات، وسعى إلى تنفيذ أجندة الرئيس السابق دونالد ترامب في مجالي الأمن القومي ومكافحة مبادرات التنوع، التي وصفها بـ”التمييزية”.

البيت الأبيض: البنتاغون يعمل ضد الوزير

وقالت كارولاين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن “ما يجري هو نتيجة مباشرة لوقوف البنتاغون بأكمله ضد التغيير الجذري الذي يحاول الوزير تنفيذه”.
وأضافت: “هناك حملة منظمة لإفشال هيغسيث من الداخل، ليس فقط من قبل مستشاريه المفصولين بل أيضًا من المؤسسة العسكرية ذاتها”.

دعم ترامب رغم الفوضى

وعلى الرغم من هذه الفوضى، لا يزال الرئيس السابق ترامب يدعم هيغسيث بشكل كامل، قائلًا: “إنه يؤدي عملًا رائعًا، وجاء للقضاء على كثير من الأشخاص السيئين، وهذا بالضبط ما يقوم به”.

إقالات وتسريبات

وكانت الأزمة قد تفجّرت بعد إقالة مجموعة من معاوني هيغسيث – أبرزهم دان كالدويل ودارين سيلنيك – إثر فتح تحقيق بتسريبات حساسة، حيث وُجهت إليهم اتهامات بتسريب أمر عسكري، وهو ما نفوه.
كما أقيل جون أوليوت، المتحدث السابق باسم البنتاغون، الذي وصف الوزارة بأنها تعيش “فوضى عارمة”، وطالب في مقال صحفي بأن يُقال هيغسيث فورًا.

حملة تطهير واسعة داخل البنتاغون

تأتي هذه التطورات في سياق حملة تطهير موسعة تشنّها إدارة ترامب على مختلف مستويات القيادة العسكرية، شملت قادة بارزين مثل رئيس هيئة الأركان وقائد البحرية العليا، وحتى مسؤولين ميدانيين مثل الكولونيل سوزان مايرز، قائدة قاعدة الفضاء الأمريكية في غرينلاند.

وتُتهم هذه الحملة بتقويض الاستقرار داخل الوزارة، حيث قال مسؤول في وزارة الدفاع – طلب عدم الكشف عن هويته – إن “الارتباك القيادي بدأ يؤثر على قدرة المؤسسة على أداء مهامها الأساسية”.

خلفية الصراع

ويُنظر إلى هذه الأزمة على أنها امتداد لصراع أعمق داخل الإدارة الأمريكية السابقة بين التيار المؤيد لترامب والمؤسسة الأمنية التقليدية، حيث يصرّ الأول على “تطهير” البيروقراطية العسكرية من معارضي أجندته، فيما تحذر الجهات المهنية من تسييس الجيش وتقويض انضباطه واستقلاليته.

تابعونا عبر تليغرام
Ad 6
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com