مشعان الجبوري: الدولة العراقية مختطفة من إيران

اعتبر السياسي العراقي مشعان الجبوري أن المشهد السياسي في العراق مختطف بالكامل من قبل إيران، مشيرًا إلى أن الأحزاب الإسلامية الشيعية وفرت لطهران منفذًا للتسلل إلى الدولة العراقية عبر تبنيها لأجندات إيرانية وتأسيسها مقرات نشاطها في إيران.
وأكد الجبوري، في تصريحات حادة، أن الدولة العراقية اليوم لا تدار بإرادة رئيس الوزراء أو القيادات الأمنية، بل تُدار من قبل جهات خارجية، على رأسها طهران، التي أحكمت قبضتها على مفاصل الدولة منذ عام 2014، بما في ذلك البنك المركزي والموارد المالية.
وتحدث الجبوري عن الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران، واصفًا إياها بأنها “تدين بالولاء المطلق للمرشد الإيراني”، وتمتلك من السلاح والقوة ما يجعلها موازية، إن لم تكن متفوقة، على مؤسسات الدولة. وأضاف أن هذه الفصائل تعرقل توجهات الدولة العراقية وتفرض أجنداتها الخاصة، مشيرًا إلى أنها ارتكبت “فظائع في سوريا تحت ذريعة حماية المذهب ومكافحة الإرهاب”.
كما اتهم هذه الفصائل بجرّ العراق بعيدًا عن محيطه العربي، مشيرًا إلى أن قرار الدولة لم يعد بيد مؤسساتها، بل أصبح بيد تلك الفصائل التي تسعى لتكريس “الحاكمية الشيعية” خوفًا من عودة السنّة إلى الحكم.
وفيما يخص مستقبل العراق، شدد الجبوري على تمسك العرب السنّة بوحدة البلاد وعاصمتها بغداد، مع المطالبة بإدارات غير مركزية واحترام الدستور، مؤكدًا رفضه القاطع لأي مشروع تقسيم طائفي أو إنشاء إقليم خاص بالشيعة.
ورغم إشادته بتضحيات الحشد الشعبي في مواجهة الإرهاب، دعا الجبوري إلى دمجه وإعادة هيكلته تحت سلطة الدولة، محذرًا من استمرار نفوذ الفصائل المسلحة التي تعمل خارج الأطر القانونية.
وفي سياق حديثه عن تحركات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، عبّر الجبوري عن دعمه للزيارة التي قام بها إلى قطر ولقائه بالرئيس السوري السابق بشار الأسد، معتبراً إياها خطوة جريئة لرجل دولة يتجاوز الانتماءات الضيقة، رغم ما قد تسببه له من صدام مع الجهات “الولائية” المسلحة ذات النفوذ القوي داخل العراق.