دراسة تكشف سر اختيار “السنوار” 7 من اكتوبر للهجوم على إسرائيل

خلُصت دراسة أصدرها، اليوم الأربعاء، مركز القدس الإسرائيلي للشؤون الخارجية والأمنية، إلى سر اختيار موعد، 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، موعداً لشن حماس الهجوم على إسرائيل.
وأضافت الدراسة أن حركة حماس قدرت أن إسرائيل وصلت إلى نقطة انهيار مماثلة للتي وصلت إليها في حرب 1973، خلال الأزمة القانونية، ما دفعها لتنفيذ أحداث 7 أكتوبر، بحسب صحيفة “معاريف” العبرية.
ووفق التقرير العبري، يقدم المركز الإسرائيلي تحليلاً لوثائق حماس التي استولت عليها الاستخبارات الإسرائيلية خلال الحرب، والتي ترجمها وحررها الباحث المقدم احتياط يوناتان دوهوش هاليفي.
ويوضح الباحث الإسرائيلي هاليفي، أن الوثائق تتضمن تقييم يحيى السنوار زعيم حماس، وعضو المكتب السياسي محمد ناصر للأوضاع وقتها، حيث تعاملا معها على أنها فرصة تاريخية لاستهداف العمق الإسرائيلي.
وبحسب “معاريف”، يشير الباحث الإسرائيلي إلى أن السنوار ركز على الواقع السياسي المزعزع للاستقرار داخل إسرائيل، من الاحتجاجات الجماهيرية، ودعوات العصيان المدني من جانب كبار المسؤولين السابقين، والاتهامات المتبادلة بين الكتل السياسية بـ”انهيار أسس الدولة في إسرائيل”.
كما تكشف الوثائق، التي أصدرها مركز معلومات الاستخبارات والإرهاب للجمهور في 13 مارس 2025، كيف فسّرت حماس الأزمة السياسية في إسرائيل بعد الإصلاح القانوني، والطرق التي سعت بها إلى استغلالها لغرض مواجهة عسكرية شاملة.
وتفيد الدراسة الإسرائيلية أن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي الراحل، أكد أن الحكومة المنتخبة في إسرائيل تشكل تهديداً غير مسبوق على “القضية الفلسطينية”، وقضية القدس.
وفي هذا السياق، يقول الباحث هاليفي، إن “هنية وصف الأزمة في إسرائيل ليس بأنها صدام سياسي عادي، بل بانقسام جوهري بين الأسس الوجودية للكيان الصهيوني، وهو ما يقوّض تماسكه الاجتماعي، وينذر، بحسب قوله، بالتفكك الداخلي”، وفق تعبيره نقلاً عن وثائق الاجتماعات التي استولى عليها الإسرائيليون.
وذكرت “معاريف” أن الدراسة أشارت إلى لقاء موثّق بين السنوار وناصر، وبرزت نتيجة واضحة، وهي أن حماس تعتقد أن الانقسام الداخلي في إسرائيل يعرض استمرار وجودها للخطر.
وكما يتصور السنوار وقتها، فإن الأزمة العميقة “أكثر خطورة من حرب يوم أكتوبر”، وإن تفكك الغراء الذي يربط المجتمع الإسرائيلي أصبح أمراً واقعاً بالفعل، بحسب إشارة الباحث الإسرائيلي.
ووفق الوثائق، التي حللتها الدراسة الإسرائيلية، فإن السنوار وناصر، تحدّثا عن خطة منهجية لمواجهة عسكرية واسعة النطاق، وحدّدا المسجد الأقصى كمفجر رمزي وعملي للصراع، وهو ما يؤدي إلى موجة من الدعم الشعبي في العالم الإسلامي.
وفي هذا الشأن، يقول الباحث هاليفي إن “حماس، أعدت قواتها وفقاً لذلك”.
وأكد السنوار أن “حرب القدس ستبدو وكأنها نزهة في الحديقة” مقارنة بالصراع المتوقع، وأن قوات حماس جاهزة لحرب شاملة ستغير وجه المنطقة.
وبحسب تصريحاته لمعاريف، قال الباحث الإسرائيلي إن حرب حماس هذه كان مخططاً لها منذ العقد الثاني من الألفية، لكن كانت تختار الوقت المناسب لها.